رغم مرور آلاف السنين على بنائها، لا تزال أهرامات الجيزة تبهر العالم بجلالها وتاريخها. لكن المشهد المحيط بهذه الأعجوبة كان يفتقد لسنوات طويلة إلى التنظيم والخدمات التي تليق بمكانتها، ما جعل تجربة الزائر غير مكتملة. اليوم، تشهد المنطقة واحدة من أكبر عمليات التطوير في تاريخها، لتتحول من مجرد موقع أثري إلى تجربة سياحية متكاملة.

مشروع بـ 51 مليون دولار لتجديد الروح

بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وشركة أوراسكوم، انطلقت خطة تطوير شاملة بتكلفة تقدَّر بـ 51 مليون دولار. الهدف ليس فقط تحسين المظهر الحضاري، بل إعادة صياغة تجربة الزائر من لحظة الوصول وحتى المغادرة.

وسائل نقل صديقة للبيئة

لن يعود الوصول إلى الأهرامات مرهقًا أو عشوائيًا. المشروع يوفر حافلات كهربائية صغيرة، وسيارات جولف مخصصة لنقل السياح بسهولة وأمان، مع تقليل الاعتماد على وسائل النقل العشوائية.

مدخل حضاري وخدمات متكاملة

المدخل الجديد يتضمن ساحات واسعة، مناطق انتظار مريحة، ومركزًا للزوار يحتوي على تذاكر إلكترونية، مقاهي، مطاعم، ومتاجر للهدايا التذكارية. الهدف أن يشعر الزائر أنه في “مدينة سياحية” متكاملة داخل قلب الجيزة.

الحفاظ على الأصالة

رغم كل التطويرات، حرص القائمون على المشروع أن يظل الطابع الأثري هو البطل الأساسي. لا مبانٍ ضخمة تحجب المشهد، ولا تعديلات تمسّ عظمة الأهرامات نفسها. التطوير يدور حول خدمة الزائر وحماية الموقع الأثري من الفوضى والتلوث.

مصر تعيد رسم صورتها

هذه الخطوة تضع الأهرامات في مصاف المواقع العالمية التي لا تُقدَّم فقط كأثر تاريخي، بل كوجهة سياحية متكاملة. ومن المتوقع أن يضاعف المشروع أعداد الزائرين، ويرسّخ صورة مصر كدولة تحافظ على ماضيها وتفتح أبوابها للمستقبل