#من_العدد_الورقى.. عاشت وحدة وادى النيل.. بقلم كرم القرشى

لم تمت، ولن تمت تلك الوحدة، ولن تنتهى أبدًا، فمصيرنا واحد، بحكم التاريخ والجغرافيا، ورابطة الدم والأخوة.. هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته الأخيرة لدولة السودان الشقيقة وتصريحاته التى أثلجت صدور أشقائنا-أمن مصر من أمن السودان"، تلك الزيارة التى جاءت فى وقت من الأهمية بمكان، بالنسبة لمصر والسودان، بعد إصرار الجانب الإثيوبى من التنصل من اتفاقياته حول مفاوضات سد النهضة.

وبشجاعته المعهودة، أعلن الرئيس السيسى من "الخرطوم"، أنه لا تهاون ولا تراجع فى حق مصر، وأن 15 أبريل ميقات زمنى لن يتم تعديه حتى يكون هناك حل لتلك القضية الشائكة، التى يصر فيها الجانب "الإثيوبى" بإصدار تصريحاته المستفزة مرة بعد الأخرى، والتى لن تستفز حتما "أم الدنيا".

لا شك أن تلك الزيارة جاءت فى وقت يحتاج فيه البلدين (السودان ومصر) إلى تلك الوحدة، فى ظل المخاطر التى تحاك وتحيط بالبلدين، كما أن قضية سد النهضة شكلت محورًا مهما في الزيارة، وأظهرت حاجة البلدين لتنسيق وتوحيد المواقف حول العديد من القضايا الإقليمية، نظرًا للأهمية الاستراتيجية للسودان كعمق وبوابة لمصر للدخول إلى أفريقيا، خاصة منطقتي البحيرات والقرن الأفريقي، حيث أنه من المعروف أن البلدان يرتبطان بحدود برية وبحرية طويلة، ويستخدمان عدة نقاط برية ومائية مشتركة لتبادل التجارة، التي يبلغ متوسطها السنوي نحو 800 مليون دولار، ويأملان في رفعها إلى 3 مليارات سنويا خلال السنوات المقبلة.

وحسنًا فعل الرئيس السيسى، معلنًا وبكل قوة، رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع من الجانب الاثيوبى، والاستئثار بموارد النيل الأزرق، ومن ثم تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملئ وتشغيل سد النهضة ويكون ملزمًا قانونيًا ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان.