حين تكلمت عن البلاء أو الابتلاء في مكان آخر بطريقتي قد تكون مُبهمة بعض الشيء لدي بعض الناس لسبب بسيط وهو اختلاف المدرسة التي تلقى منها وفيها كل منا علمه أو أسلوبه في الكتابة او الحديث.. أو هو قصور في الفهم من قبل المتلقي .
وكوني مؤمنة والحمد لله فإنني لم أخالف أحد الرأي في البلاء وطريقة وقوعه على الخلق.. ولكن ما خالفت فيه من خالفني هو توزيع أو تقسيم البلاء، وطريقته قبل أن يقع وبعد أن يقع .
ولهذا حين قلت أن المرض أو العقم أو الغرق، وغيرها ليست بلاءً وإنما ابتلاء أو عقاب، لم يتمعن في المعنى إلا قليلاً ممن ناقشني.
إن البلاء موجود في خزائن الغيب، ويُقدّر وقوعه وقوته ومدته الملك الجبار والغفار، وحين يقع على أو يُرسل لإنسان أو أمة أو جماعة مؤمنة يُسمى ابتلاء، والعكس صحيح.
فمثلاً (الطاعون أو الإيدز أو الزلازل) أو غيرها، هي أنواع من البلاء موجودة، ولكنها لم تُرسل أو تقع، وحين تقع تُسمى ابتلاء، أو عقاب.
عندك مثلاً الرقية الشرعية: فالقرآن واحد وهو كتاب الله سبحانه الذي لاعوج فيه، وحين نقرأ على ممسوس، يكون تأثير القرآن مُختلف في وقوعه على المتلبس، فهو يقع على الجن المسلم بشكل، ويقع على الكافر بشكل آخر، وهو قرآن واحد.. وهم جميعهم جن.. والقارئ واحد.. والمكان واحد .. هل سألت نفسك لماذا، وكيف؟.
ولو كان البلاء فقط هو الابتلاء لما وقع على الكافر والفاجر، لأن الكافر والفاجر لا يُسمى ما يقع عليهم ابتلاء، وإنما يُسميه عقاب، إذن (البلاء) له شقين أو فرعين هما: الابتلاء والعقاب، وهو في حق المؤمن ابتلاء (اختبار- موعظة – رفع للدرجات وتكفير للسيئات وهكذا)، وفي حق الفاجر عقاب (بطش – انتقام – جزاء – وهكذا)، وكلاهما بلاء بمعنى له وجهين ولكل منهما نتيجة تختلف عن الأخرى .
وبمعنى آخر إن البلاء والابتلاء كالقدر والقضاء ، فالقضاء هو نفسه القدر حين يكون في الخزائن للغيب وقبل أن يقع، فإذا وقع أو اُرسل أو نزل فعندها يكون قضاء وليس قدر، أو يكون قضاء بعد قدر، أو يكون قضاء تنفيذاً لقدر وهكذا، هذا فهمي للبلاء قبل أن يقع وبعد وقوعه.
















