من العدد الورقى
كتبت - لبنى أبو مايلة
إحساس من داخل مواطن مصري ريفي بسيط يشعر، وهو علي يقين كامل أن بلاده هي الأحسن في الدنيا كُلها بما تمتلكه من ثروات طبيعية هائلة، وثروات بشرية أيضًا لا تقل أهمية بل هم الثروة الحقيقية.. هذا الفكر قادر علي أن يغير طبيعة الأشياء إلي الأفضل بالرغم من قلة خبرتهم الثقافية والعلمية.
من أحد ربوع هذا الوطن كانت صرخة عم "سالم مسعود سالم" ذلك الفلاح السبعينى، الذى يقيم بإحدى قرى محافظة كفرالشيخ، والذى أكد أن لديه فكرة كافية لتطوير بحيرة البرلس، وتعويض مياه النيل الناجمة بسبب السد الإثيوبى، ومن ثم زيادة الإنتاج.
ووجه "عم سالم" صرخته إلى رئيس الحكومة، ووزير الزراعة، ووزير الإستثمار، ونواب الأمة، متقدمًا بمشروعه "العملاق" -كما أطلق عليه- علي أرض بحيرة البرلس بمحافظة كفرالشيخ، لتحقيق وجبة فاخرة من الأرز والأسماك لكل أبناء مصر، والباقي للتصدير كل ذلك من داخل الكنز المفقود "بحيرة البرلس" -كما أسماه-.
وتتلخص فكرته فى الآتى: أولاً: زراعة نصف مليون فدان أو يزيد على مياه عذبة مهدرة، وذلك بإعادة استغلال مياه الصرف الزراعي المُلقي في البحيرة عبر 11 محطة رفع للصرف الصحى، وذلك بعد حقنه بمياه غسيل النيل عن طريق قناة "برمبال" التي تصل النيل بالبحيرة، ثم فتح جميع نهايات الترع في المراكز المطلة علي البحيرة ببوابات غلق وفتح، وبتعديل طفيف في هيكلة الري في مراكز "الحامول، والبرلس، والرياض، وسيدي سالم، ومطوبس" وبذلك يزرع الأرز علي مياه مهدرة بما يوازي استهلاك شعب مصر من الأرز.
ثانياً: لدينا مائة ألف فدان هو ما تبقي من المسطح المائي للبحيرة بعد استقطاع 60 ألف فدان استزراع سمكي وحقلي، هذا المسطح العظيم سنحوله إلي مزرعة سمكية نموذجية طبيعية ونقية ومفتوحة يدخل إليها المليارات من زريعة البحر وأسماك النيل، وبذلك يعود صيادين البرلس إلي بحيرتهم بعد بعث الروح وإعادة الحياة المائية إليها في منظومة علمية رائعه، لرفع مستوي المعيشة والنهوض بالثروة السمكية، وصيادين البرلس لتكون بحيرتهم نموذج رائع لباقي بحيرات مصر.
وبذلك ننتج الأرز علي مياه عذبه مهدرة، وننتج الأسماك غير الملوثة وبغزارة تكفي شعب مصر وجيرانه العرب وسياح البحيرة.
ثالثاً:هذا المشروع تكلفته الماديه توازي إنتاجه السنوي، ومكوناته موجودة على أرضه وبنيته الأساسية هي السهل الميسر من حيث خصوبة الأرض وعذوبة الماء، وبيئة رائعه لتربية الأسماك، وسرعة نموها الطبيعي.
يقينى أن علماء، وجيش مصر قادرون علي تحويل هذا الأمل إلي حقيقة، فهل يسمعني أحد؟.