الاربعاء, 19 يناير 2022 01:01 مساءً 0 392 0
يوميات من قريتنا الحبيبة أبو سكين / ==========ذكرياتي مع ليلة ( الغطاس )
يوميات من قريتنا الحبيبة أبو سكين / ==========ذكرياتي مع ليلة ( الغطاس )
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

يوميات من قريتنا الحبيبة أبو سكين /

==========ذكرياتي مع ليلة ( الغطاس )

٠٠٠٠٠٠في قريتنا الحبيبة - أبو سكين - كان يوجد أسرة مسيحية واحدة ( أسرة أبو عزيز ) مكونة من الأب مرزوق عوض و زوجته بنورة وأبنهما الوحيد عزيز
وهم جيران لنا و تربطهم علاقة قوية مع كل أهل القرية بلا استثناء و مشاركة فعالة حقيقية وفي المعاملات لا تشعر بأي خصوصية في الظاهر و نقترض من بعض ونهدي ونتبادل الأشياء هكذا ٠٠
وكان عزيز متفوقا في الدراسة وقد دخل كلية الصيدلة و يجيد فن الملاكمة وكنا نلعب كرة قدم مع بعض ٠
و ترجع جذور عمي مرزوق الى صعيد مصر " سوهاج " ٠
و سكن في بيت عمي الريس عبد الواحد غزالة ، و كان بائع أقمشة متجول في القرى الكل يعرفه ويتعامل معه ٠٠
و كنا نشاهده و نحن أطفال منذ المرحلة الابتدائية يحمل البؤجة على كتفه في الصباح الباكر و يعلقها في المتر الخشبي على كتفه ٠٠
و من الطريف كانت زوجة عمي مرزوق لا تنجب لفترة طويلة فنذرت لو حملت ورُزقت بمولود سوف تصوم نصف شهر رمضان كل عام معنا ٠٠
و حدث بالفعل حيث كانت تراجع الطبيب
عزيز سوريال غبرال في بلطيم البرلس - و الذي كتب تقرير موت الشاعر صالح الشرنوبي - و تيمنا به اطلقت اسم عزيز على مولدها الوحيد وواصلت الصوم ٠٠
حيث كنا نقف أمام المسجد الوحيد بقريتنا لنشاهد ونسمع عمي يحيى أبو إسماعيل غزالة مؤذن القرية ويصعد سطح المسجد قبل الكهرباء و بناء الأدوار العليا فكانت البيوت طابق واحد ٠٠
وكان المؤذن طويلا ونحيفا وصوته العذب الندي الشجي و لونه الأسمر فالجميع يشبه بسيدنا ( بلال الحبشي - رحمه الله ) ٠
ويقف معنا عزيز و بعد أن يتشاهد المؤذن نهرول جميعا إلى البيت الكل فرحا مسرورا ٠٠
كي نخبر الأسرة:
نعم لقد تشاهد المؤذن ٠
و يخبر عزيز أمه الصائمة لتفطر وهما معها أيضا ٠
وكانت تصنع الكعك في العيد و تهدينا الجيران يقولون كعك وبسكويت أم عزيز ٠٠
وكان عزيز يحفظ نصوص دينية من القرآن الكريم و يقلد صوت الشيخ عنتر و يحضر سرادق العزاء و دفن الموتى وكان خطه جميلا ٠٠ الخ ٠
* نعود إلى ليلة الغطاس :
و القرية تتكلم جميعا ( أبو عزيز سيغطس الليلة !! ) ٠
ونحن لا نعلم معنى الغطاس ٠
و كان خلف منزل أبي عزيز ترعة ( المسقى ) وقد تسمى بها برنا في القرية حيث كانت تسقي أكثر من ٣٠٠ ثلاثمائة فدان ٠
و يدعو أهل القرية أن السماء تمطر علشان أبو عزيز يغطس الليلة ٠
و نسأل الكبار يقولون هيستحمى في المسقى بالليل ٠٠
و نقابل عمي أبو عزيز أنت هتغطس الليلة ٠٠.
يضحك ويقول تعالوا اتفرجوا ٠٠
وكنت اقول لأمي أبقي صحيني بالليل الساعة ١٢ علشان اشوف أبو عزيز وهو بيغطس ٠٠
ونتفق مع بعض واحنا راجعين من المدرسة علشان نشوف أبو عزيز ٠٠
و تمر الأيام و تتوفى أم عزيز و يتخرج عزيز في كلية الصيدلة و يتزوج و ينجب ٣ ثلاث بنات و يفتح صيدلية بسوهاج و يعيش هناك ٠٠
و يرفض عمي مرزوق الانتقال معه ٠٠
ويظل معنا في وسطنا لأنه واحد مننا الجميع أهله وعشرة عمر ٠٠
ويزوره عزيز ويزورنا فردا فردا ٠٠
و ذات مرة أخذ والده بعد وفات أمه في سيارته الفيات الحمراء إلي سوهاج و الكل حزن بانتقال أبي عزيز من القرية إلى الصعيد ٠٠
و لم يتأقلم هناك فرجع بعد بضعة شهور ٠٠
وظل في بيت عمي خليفة عبد المجيد حتى تقدم به السن ومرض و الجميع يقوم على خدمته ٠٠
و في النهاية يأتي الدكتور عزيز و يأخذ والده بلا عودة ٠٠
و يموت أبي عزيز و عزيز الذي أنجب بنات و تنقطع العلاقة حتى الآن ٠٠
هذه يوميات من قريتنا الحبيبة أبو سكين وذكريات الغطاس ٠٠
و من المعلوم أن الغطاس هو عيد أقباط مصر الأرثوذكس ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
يوميات من قريتنا الحبيبة أبو سكين / ==========ذكرياتي مع ليلة ( الغطاس )

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق