الداعية الإسلامى عبد الناصر بليح يكتب: حاجة المرأة إلي فقيه من بني جنسها ضرورة
يدور الحديث في هذه الأيام عن تعيين واعظات للدعوة إلي الله بالمساجد، وهذا الأمر ليس حديث عهد، وإنما يوجد عندنا داعيات بالمساجد منذ فترة بعيدة، لكن عن طريق المكافأة الشهرية، وليس بالتعين، كما طرأت هذه الفكرة علي الساحة منذ عام 2004م، وبالفعل تم تعيين بعضهن من خريجات الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، ولم تواصل وزارة الأوقاف التعيين لأسباب منها ميل بعضهن إلي التشدد،
وتوقفت المسابقة، ولم يكن تم تعيين سوي عدد قليل جدًا يعد علي الأصابع، ولكن واصل معهد الثقافة الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف تخريج دفعات من الراغبات في إلقاء الدروس بالمكافأة إلي أن تم تعيين 144 داعية هذه الأيام .
وفي حقيقة الأمر بأن وعظ المرأة وحاجة النساء إلي فقهها، وعلمها ليس وليد اليوم، ولكن هذا كان يحدث منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم، وهناك حديث عائشة في كيفية التطهر من الحيض وكيفية الغسل منه، أكبر دليل علي ذلك، فورد عن عائشة رضي الله عنها: "أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فأخبرها كيف تغتسل، ثم قال: "خذي فرصة من مسك فتطهري بها، قالت: وكيف أتطهر بها؟ فاستتر كذا ثم قال: سبحان الله! تطهري بها، قالت عائشة رضي الله عنها: فجذبت المرأة وقالت: تتبعين بها أثر الدم".
وفيه كيفية الغسل من الحيضة، وأن المرأة تأخذ فرصة ممسَّكة وتتبع بها أثر الدم، والفرصة هي: قطعة من جلد فيها مسك، فتغسلها بالمسك وتتبع أثر الدم يعني: في الفرج؛ لتزول الرائحة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطهري بها" ولم تفهم المرأة، وقيل: إنها شكَّت، فالنبي صلى الله عليه وسلم استحى، فقال: "سبحان الله تطهري بها" ففهمت عائشة رضي الله عنها فاجتذبت المرأة وقالت: "تتبعي بها أثر الدم"يعني: تأخذ القطعة وتتبع فرجها؛ وتتبع بها أثر الدم، وهذه القطعة روي "فرصة من مَسك"، يعني: قطعة من جلد، لأنه ليس عندها طيب، وروي: "خذي فرصة من مِسك" يعني: الطيب، وأنه يمكن أن يوجد على الخلاف.
فالمقصود: أنها تأخذ قطعة من قطن أو من قماش وفيها شم المسك، فتتبع بها أثر الدم في فرجها حتى تقطع الرائحة من أثر الحيض.
دل الحديث على أن المرأة لها ان تعلم المرأة من جنسها في حالات كثيرة قد تستحي هي من سؤال الرجال عنها أو يستحي الرجل أن يصف الحالة كما استحي الرسول صلي الله عليه وسلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.