الأثنين, 07 سبتمبر 2020 03:07 مساءً 0 504 0
حول الكتاب و السنة بقلم.. السعيد عبد العاطي مبارك
حول الكتاب و السنة بقلم.. السعيد عبد العاطي مبارك
((( مع القرآن الكريم )))
" إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون "
في البداية نعلم جميعا أن الله سبحانه و تعالي خلق السموات و الأرض و ما بينهما، ثم خلق الإنسان و كرمه ، من أجل عبادته و عمارة الأرض، و أنزل الرسالات السماوية عن طريق الملائكة إلي الأنبياء و المرسلين ، المبشرين و المنذرين حتي لتكون هناك حجة علي الله للبشر يوم القيامة ، و ذلك من أجل الناس وهدايتهم من لدن آدم عليه السلام حتي رسول الرحمة للعالمين سيدنا محمد الصادق الأمين صاحب معجزة القرآن الكريم ٠
*القرآن الكريم :
 
تُشتق كلمة "'قرآن'" من المصدر "'قرأ'"،"'يقرأ'"،"'قراءة'"،و"'قرآنًا'" وأصله من "'القَرء'" بمعنى الجمع والضم ٠
يُقال: «قرأت الماء في الحوض»، بمعنى جمعته فيه، يُقال: «ما قرَأت الناقة جنينًا»، أي لم يضمَّ رحمها ولد.
وسمى القرآن قرآنًا لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض.
وروي عن الشافعي أنه كان يقول:
«القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله».
وقال الفرّاء: «هو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضًا، ويشابه بعضها بعضًا وهي قرائن».
و"القرآن" على وزن فعلان كغفران وشكران، وهو مهموز كما في قراءة جمهور القراء، ويُقرأ بالتخفيف "قران" كما في قراءة ابن كثير ٠
و قرآن لأنه يضم الآيات المتفرقة و المنجمة و يجمع السور فيه ٠
نزل القرآن الكريم على سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- منجماً أي مفرقاً، ولم ينزل دفعةً واحدةً؛ ولعل السبب في ذلك أن يسهل تعليمه وحفظه عند المسلمين ٠
و من ثم يؤمن المسلمون أن القرآن معجزة النبي محمد صلى الله عليه و سلم للعالمين الأنس و الجن ٠
وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله ، كما يعتبرونه دليلًا على نبوته، وهو الخاتم لكل الرسالات السماوية التي بدأت، وفقًا لعقيدة المسلمين، مع صحف آدم مرورًا بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولًا إلى إنجيل عيسى.
و القرآن ذلك الكتاب الله المعجز المتعبد بتلاوته و المتبع بالأحكام من خلال الأوامر و النواهي، نزل باللغة العربية ، و المسلمون يُعَظِّمُونه ويؤمنون بأنّه كلام الله، وبأنه قد أُنزل على محمد بن عبد الله للبيان والإعجاز، وبأنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وبأنه منقولٌ بالتواتر، وبأنه المتعبد بتلاوته،وبأنه آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.
ويحتوي القرآن على 114 سورة تصنف إلى مكّية ومدنية ، اثنتان وثمانون سورة مكية ، .
و عشرون سورة مدنية ، و اثنتا عشرة سورة مختلف فيها بين مكي و مدني ٠
وفقًا لمكان وزمان نزول الوحي بها.
و نصفه في سورة الكهف الآية ١٩ " ليتلطف " و به ١٥ سجدة تلاوة ٠
المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس ٠
حسب أسباب النزول و يجمع الخاص و العام و يتكلم عن العقائد و العبادات و المعاملات و الآداب و الذكر و الدعاء و الذكر و قصص الأولين ٠٠٠ ، في إطار الأخلاق الأحكام و لا سيما الحدود التي تنظم حياة المسلم لخدمة الدين و الدنيا معا ٠
و مقسم الي ثلاثين جزء ، وستين حزبا ٠
ويؤمن المسلمون أن القرآن أنزله الله على لسان الملَك جبريل إلى النبي محمد على مدى 23 سنة تقريبًا، بعد أن بلغ النبي محمد سن الأربعين، وحتى وفاته عام 11 هـ/632 م.
كما يؤمن المسلمون بأن القرآن حُفظ بدقة على يد الصحابة، بعد أن نزل الوحي على النبي محمد فحفظه وقرأه على صحابته، وأن آياته محكمات مفصلات، وأنه يخاطب الأجيال كافة في كل القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الأحوال.
وفاة النبي محمد، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقًا لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب.
حيث حروب الردة و واقعة اليمامة و ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة ، و مات من المسلمين خلق كثير، قيل: كان من بينهم سبعمئة من القراء ٠
فخشي عليه من الضياع و هو محفوظ في قلوب القراء ، و تكفل الله بحفظه من قبل ، إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ٠
وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان بن عفان اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة، وإعدام ما يخالف ذلك المصحف، وتوزيع تلك النسخ على الأمصار، واحتفظ لنفسه بنسخة منه.
تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني.
لذا فيؤكد معظم العلماء أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر.
و الفيص في الفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان
كان باعث لدى أبي بكر لجمع القرآن هو الخوف عليه من الضياع بموت حفاظه بعد أن استحرّ القتل بالقراء.
أما عثمان فدافعه هو كثرة الاختلاف في وجوه القراءة.
* شهادة الوليد بن المغيرة للقرآن:
جاء في كتب السيرة و السنة و هذا الحديث رواه الحاكم و غيره فعن ابن عباس رضى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالًا! قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالًا، قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فوالله، ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن مني، والله، ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، والله، إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه! قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر، قال: (هذا سحر يؤثر) يأثره عن غيره، فنزلت: ذرني ومن خلقت وحيدًا.
القرآن الكريم ، كتاب الله ، و نور الابصار و البصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه ٠
– و من ثم قد وصفه الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن:
” إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى عليه “.
* و الخلاصة :
و لم لا فهو كتاب الله ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ، هُوَ الّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتّى قالُوا: {إِنّا سَمِعْنَا قُرْآنَا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرّشْدِ فَآمَنّا بِهِ}، مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"
– قال سهل ابن عبد الله التستري:
“لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم , لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه ” .
و قال الإمام علي رضي الله عنه:
القرآن حمال ذو وجوه ٠
و بعد هذا الطرح المختصر لمأدوبة الله عز وجل و المعجزة الخالدة نعلم إنه الفرقان كي يكون للعالمين نذيرا ، فهو كتاب هداية و نور و رحمة و شفاء و ذكر فيه الخير للدين و الدنيا و الآخرة ٠٠
فهو الصراط المستقيم و المنهج القويم ، و الشفيع ، أسراره لا تنتهي من لغة و بلاغة و أحكام و مقاصد ٠٠
فيا رب ارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف، حتى نتمسك بحلاله وحرامه ٠
آمين يا رب العالمين و الحمد لله و صلاة و سلاما علي أشرف الأنبياء و المرسلين ٠
و للحديث بقية أن شاء الله ٠
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
القران-الحديث-صلاة-لغة-نذير-بلاغة-احكام

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق