في حوارات قديمة مع بعض المسئولين، لم تنشر من قبل ولم أنشرها ، قالوا لي أن بعض الأفارقة الفاسدين تعلموا ومارسوا الابتزاز ...إما يأخذ ما يريد (وممكن يكون ما يريد فساد مالي وسياسي و أخلاقي ..وإما "يروح" لإسرائيل؟!!
..مصر أدركت أنها لن تستطيع تلبية إبتزازاتهم ..وفي نفس الوقت رحبت إسرائيل، بمن هرعوا إليها، ووجد هؤلاء الفسدة هناك في إسرائيل مرتعا لتلبية شهواتهم الديكتاتورية الفاسدة الظالمة، وتلبية لخياناتهم لأوطانهم الإفريقية المسكينة.
والأخيرة، إسرائيل، تكلفت وتحملت الكثير، طمعا في تحقيق انتشار وتحالفات تضغط بها على مصر ..بصريح العبارة مارست مصر سياسة "اشبعوا ببعض" ..ولكن...هل تركت مصر الأمر هكذا؟ ..لا.
الأمر بدا في كثير من الحالات توغل إسرائيلي، وفي الحقيقة كان تورط إسرائيلي..فقد تكلفت إسرائيل إنفاق كبير، فلا حد ولا نهاية لرغبات وشهوات وطلبات نظم وحكام ومسئولين فسدة.
وفي الحقيقة لا إسرائيل قدمت خدمة حقيقية لصالح الشعوب، فتكسب ظهير وتأييد إنساني وشعبي .. ولا الفسدة حققوا تنمية لشعوبهم يعتمدون عليها في استقرار حكمهم.
هم يواجهون الآن فشل تلك السياسات، إسرائيل خسرت كثيرا ولم تحصل على حلفاء أقوياء ومعظم الحكام والمسئولين الفسدة أطيح بهم من قبل شعوبهم، أو في طريقهم للهلاك على يد الشعوب التي انتظرت طويلا و كثيرا من الوعود والأحلام.
أما مصر فقد ركزت جهودها على بناء علاقات قوية مع حلفاء استراتيجين، وترشيد ما تقدمه، و تحقيق أعلى فائدة لها ولحلفائها.
المواجهة الشاملة كانت غير مجدية، اترك العدو يتورط في تحالفات غير مفيدة ومكلفة وفي نفس الوقت تفخيخ خطة العدو بتحالفات حقيقية، في الجوار وفي داخل البلاد نفسها.
بعض هذه النماذج في إثيوبيا، الخصوم بعد أن انضم إليهم نظام أردوغان الفاشي ، متورطون سويا لا يستطيعون الإنسحاب، ولا يقدرون على التقدم، ولا يطيقون البقاء، هم الآن يجلسون على الحافة الحادة.
لابسين الموقف الصعب والحاد ...ولن يخلصهم منه سوى مصر، لذلك تجدهم يستجدون الخلاص ولو حتى من خلال القصف، ولسان حالهم ينادي ..اقصف بئى ..نرجوك اقصفنا وخلصنا.. اقصف السد!!
فالسد لا يصلح وبه عيوب خطيرة ولن ينتج كهرباء ولا تنمية، وأموال الشعب الإثيوبي أنفقت على فساد، والحاكم الفاسد رفع سقف الطموحات والأمنيات ، والشعب الذي يعاني كثير من المشكلات ينتظر على أحر من الجمر الامل في تحقيق النهضة ،ولكنها للأسف سراب.
وبدون الغرق في تفاصيل وشرح مطول باختصار تركيا لا تستطيع التصدي لمصر في جبهات كثيرة منها ليبيا، وإسرائيل تواجه حقيقة تعاظم سكاني فلسطيني وخطر الذوبان في محيط معادي ولا تستطيع الهروب إلى الأمام من خلال إشعال حربا إقليمية كما كانت تفعل في الماضي.
وكلا من أنظمة إسرائيل وتركيا و إثيوبيا يتعلقون بأمل قصف مصر للسد، وحاولوا بكل الطرق استفزاز مصر لتحقيق هذا الهدف.
مصر تعرف أين ومتى تخوض معاركها و أولوياتها ولن تنجر لمعركة وهمية فاشلة غير مجدية ..و إن كان على قصف السد الذي لا يستحق القصف ..."فملحوقة" وباقية ..ولكن بعد استعادة الدولة الليبية بالكامل وتأمين الجيهة الغربية بالتمام والكمال، وهو ما سيؤدي تلقائيا لزوال أنظمة كثيرة معادية.