السبت, 05 يونيو 2021 03:34 مساءً 0 409 0
مدخل إلى علم النحو و الصرف.. بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد
مدخل إلى علم النحو و الصرف.. بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد
" الحلقة الثانية عشرة "..
المصدر
بفعله المصدر ألحق في العمل * مضافا ً أو مجرّدا ً أو مع أل
إن كان فعل ّ مع أن أو ما يحلّ * محلّه ولاسم مصدر ٍ عمل
وبعد جرّه الذي أضيف له * كمّل بنصبٍ أو برفع ٍ عمله
وجُرَّ ما يتبع ما جرّ ومن * راعى في الاتباع المحلّ فحسن ٠
ألفية ابن مالك "

 

مازال حديثا موصولا مع مدخل إلى علم النحو و الصرف ، حيث نتعرف في هذه الحلقة على المصادر و أنواعها سماعي و قياسي و مؤولا و ميمي ٠٠٠
و شروط عمله و إعرابه و تطبيقاته ٠٠٠
فما أحوجنا جميعا لاستخداماته و استعمالاته اليومية في الكلام نطقا وكتابة ، فربما لا تخل ُ جملة في سطر منه ، و من ثم أحببنا أن نتعرض له في إبرازه للقاريء الكريم المتابع هكذا ٠٠٠٠ !٠
و على أية حال نطوف حول أهم المصادر تحت المصدر السماعي ، و المصدر القياسي ٠
أ - المصدر السماعي:
مصادر الافعال الثلاثية لا تحكمها قاعدة عامة وانما على الأغلب سماعية لا وزن لها.
مثل :
ومصادر الأفعال الثلاثية : غالباً تكون مكونة من ثلاثة أحرف .
وقد اتفقت كتب النحو أن الافعال الثلاثية مصادرها سماعية وأن كان لها ضوابط معينة فان كانت تدل على المهنة كان المصدر على وزن فعالة ( بكسر الفاء ) وان كانت تدل على صوت كانت على وزن فعيل مثل ( صهيل ) أو فعال مثل ( نباح ) وأن كانت تدل على امتناع كانت على وزن فعال مثل ( اباء ) والخ
مثل : قرأ : قراءة ، جلس : جلوس
قتل : قَتْل - علم : عِلْم - صنع : صُنْع ...
ب - والمصدر الأصلي القياسي:
مصادر الافعال غير الثلاثية، لها وزن ثابت معروف ، سنتعرف عليها في مواضعها بأذن الله تعالى .
* المصدر في اللغة العربية :
هو معنى الاسم الذي تم تجريده من الفعل ؛ بحيث يظهر دون تحديد أي زمن لحدوثه ، ويدل المصدر كذلك على أصل الاشتقاق وأصل الفعل ؛ حيث أنه يتم اشتقاقه من الفعل ، ولذلك فإنه ينتمي إلى الأسماء المشتقة في اللغة العربية ٠
* أنواع المصدر :
وينقسم المصدر إلى نوعين رئيسيين وهما :
= المصدر الصريح ٠
= والمصدر المؤول.
* أولاً - المصدر الصريح :
المصدر الصريح هو الذي يحتوي على دلالة مباشرة دون الحاجة إلى ما يُسمى بالتأويل ، وينقسم هذا المصدر إلى العديد من الأقسام منها :
= المصدر الميمي :
وفيه يتم زيادة حرف الميم على المصدر الأصلي مثل فعل “شرب” يأتي منها المصدر الميمي في كلمة “مشرب” ، وتكون أوزانه شبيهة بأوزان اسمي الزمان والمكان ٠
= المصدر الأصلي :
يختص هذا النوع بجميع الأفعال المشتقة وأنواعها مثل اسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل ، مثل كلمة “الانتصار” ٠
= مصدر المرة :
وهو الذي يشير إلى الاسم المأخوذ من الفعل ويدل على أن حدوثه مرة واحدة فقط مثل “أكلت اكلة” ، ويأتي من الفعل الثلاثي على وزن “فَعْلَة”، ويأتي في الفعل غير الثلاثي على وزن المصدر الأصلي للفعل مع إضافة حرف التاء المربوطة في نهايته مثل “استقال – استقالة” ٠
= المصدر الصناعي :
هو الذي يتم اشتقاقه من الأسماء الجامدة والمشتقة ، وفيه تتم زيادة التاء المربوطة بعد وضع حرف ياء النسبة الملحقة بالمصدر مثل “علم – علمية” ٠
= مصدر الهيئة :
وهو الذي يتم اشتقاقه من الفعل ليدل على هيئة وقوعه مثل “جلست جلسة الوزراء” ، ويتم صياغته من الفعل الثلاثي على وزن “فِعْلَة” ، ويعود إلى مصدره في الأفعال غير الثلاثية مثل “استقبل استقبالًا”.
* ثانيا ً المصدر المؤول :
المصدر المؤول هو النوع الثاني من المصادر ، والذي يشير إلى أنه لا يأتي صريحًا مثل المصدر الصريح ، ولكن تتم صياغته من الحرف المصدري وما يليه ، وبذلك فإنه يكون المصدر الذي يأتي بعد حرف المصدر سواءًا كان ما يتبعه جملة اسمية أو فعلية ، ويكون تابعًا لزمن الفعل في دلالته مثل “فرحت أن سافرت” ، وأحرف المصدر المستخدمة مع المصدر المؤول هي “أن – أنّ – كي (مسبوقة بلام التعليل سواءًا كانت ظاهرة أو مقدرة) – لو – ما – أ (همزة التسوية)”.
وقد وردت الأمثلة على المصدر المؤول في القرآن الكريم ، ومنها قوله سبحانه وتعالى “سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” ، وقد جاء المصدر المؤول بعد همزة التسوية في قوله ” أَأَنْذَرْتَهُمْ” ، وقد تحقق شرط عمل الهمزة هنا حيث قد سُبقت بسواء ثم تبعتها أم العادلة ، ومن الأمثلة الواردة أيضًا في القرآن الكريم قوله تعالى “وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ” ، وورد المصدر المؤول في هذه الآية في قوله “وَأَن تَصُومُوا ” ؛ حيث جاء مصدرًا مؤولًا بأن.
* إعراب المصدر الصريح و المؤول :
يتم إعراب كل من المصدر الصريح والمصدر المؤول تبعًا لموفعهما في الجملة ٠
= إعراب المصدر الصريح : وعلى سبيل المثال قول الله تعالى “فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ” ؛ حيث وردت كلمة مغفرة هنا مصدر صريح من الفعل “غفر” وإعرابها في هذه الآية هو اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ٠
* ويتم إعراب المصدر المؤول :
على سبيل المثال حينما يأتي في أول الجملة ؛ فإنه غالبًا يُعرب في محل رفع مبتدأ مثل ما ورد في قوله تعالى “وَأَن تَصُومُوا” ؛ حيث وردت “أن تصوموا” في محل رفع مبتدأ ٠
وقد يأتي المصدر المؤول في محل رفع خبر مثل قوله تعالى “مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ” ؛ حيث جاءت “أن يسجن” في محل رفع خبر ، وهكذا يُعرب المصدر حسب موقعه داخل الجملة.
أفعال أنواع المصادر : المصدر الصريح المصدر الصريح هو حدث مطلق لا يقرن بزمن.
مثل: (العمل، الدراسة، الأكل)، ويصاغ المصدر الصريح من الأفعال الثلاثية، ومن غير الثلاثية ٠
إما قياساً أو سماعاً. فمثلاً: إذا كان الفعل على وزن (أفعل) يكون مصدره على وزن (إفعال) مثل: (أحسن - إحسان).
وإذا كان الفعل على وزن (فعّل) يكون مصدره على وزن (تفعيل) مثل: (حسّن - تحسين) ٠
بينما إذا كان على وزن (فاعَل) فإن مصدره على وزن (فعال أو مفاعلة) مثل: ( قاتل - قتال أو مقاتلة).
* وأخيرا ً عمل المصدر في اللغة العربية :
يعمل المصدر في اللغة العربية، فبعد تعريف المصدر و أنواعه:
المصدر الصريح والمؤول و فروعهم ٠٠٠
يبقى كيفية عمل المصدر؛ إذ إنه أصل الأفعال والمشتقات، فبالتأكيد سيكون له أن يعمل عملها ولكن بشروط ٠
والمصدر الصريح يعمل عمل الفعل فيرفع للفعل المتعدي، ولكن بشرط أن يكون نائبًا عن فعلهِ، نحو "إكرامًا الضيفَ" كلمة إكرامًا مصدر ناب عن فعله فعمل عمله، والضيف مفعول به للمصدر إكرامًا.
= الشرط الثاني :
أن يصح حُلولُ الفعل مصحوباً بأنْ أو "ما" المصدريتين مَكانه.
مثل "أعجبني حفظُك الدرس"، صحَّ أن تقول "أعجبني أن تحفظَ الدرسَ" وعندها يكون "الدرس" مفعولًا به للمصدر "حفظَك".
هذه كانت أهم الفواصل عن ( المصدر ) أنواعه و اشتقاقه و شروطه وعمله و إعرابه وتطبيقاته ، فما أحوجنا إلى استخداماته و استعمالاته في اللغة نطقا وكتابة حيث لا يمر سطرا من جمل الكلام إلا ومفردة من المصادرة موجودة ٠٠
و في النهاية نتمنى أن نكون قد أضفنا معرفة وفائدة إلى القاريء الكريم ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لحلقات من مدخل إلى علم النحو و الصرف أن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مدخل إلى علم النحو و الصرف.. بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق