(((معنى : من غشنا ليس منا )))
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
وبعد :
من حسن التوفيق فقد دّرس لنا عميد دار العلوم رئيس قسم الشريعة الإسلامية العالم المستنير / أ ٠ د محمد بلتاجي حسن ٠٠
و في أول لقاء معه أخذني الحماس و الاندفاع ربما بجهل وتعصب حول مفهومي الخاص لمعنى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم :
" من غشنا ليس منا " ٠
فقلت : إنه بهذا العمل و المكر و الكذب و الغش و التدليس و الخيانة و الإخفاء صاحب الغش وهو يعلم مطرود من رحمة الله و ليس بمسلم بسبب هذا السلوك الاجتماعي المبني على الباطل و التضليل و الخديعة و الاحتيال ٠٠ الخ ٠
و الأفضل التمسك و التحلي بالأمانة و الصدق و النصح ، لإبراز العيب ، فبهذا خرج عن المسار الصحيح ٠
فما كان من أستاذنا دكتور بلتاجي - رحمه الله - إلا أن لفت نظري إلى أشياء كثيرة ٠٠
منها على سبيل المثال :
أن الذي يغش عمله و فعله و قوله منافيا عن سلوك وآداب المسلم ومردود عليه ٠
ولكن لا يخرجه من ملة الإسلام ، و لا ينتف ِ عنه الإسلام ٠
وحظرنا من هذا مستقبلا ، في استخدام مصطلح التكفير و نزع الإسلام عن صاحبه ، و الطرد من رحمة الله تعالى ٠٠
كما وضح لنا الفرض و الواجب و المستبح و المكروه ، وأن الشيء المحرم قد فصله الله في القرآن الكريم فلا يجوز لأحد أن يحرم بعد الله عز وجل ٠٠
و التركيز على قاعدة ( الأصل في الأشياء الإباحة ) ٠
ما لم يرد نصا قطعيا الثبوت والدلالة متواترا ٠٠
و نوه عن الأصول و الفروع و السنة المؤكدة ٠٠
و أجمل لنا أن الكبائر لا تخرج صاحبها من الإسلام طالما لم يصر ورجع و أناب و تاب واستغفر ٠٠٠
و الله يغفر الذنوب جميعا حتى الشرك ، في قبل توبة العبد فرحمة الله واسعة ٠٠
وأخيرا شدد على أن الشريعة واسعة و الفقه المقارن له المتخصصون الذين يستنبطون الأحكام ويعرفون أسباب النزول و ورود الحديث و فقه البيئة و العصر و المسألة ورد فيها آراء العلماء كل له فهمه ومضمونه يتلاقى في صحيح المعنى و الفائدة حول السند و المتن و المقاصد ٠٠٠
و قال يجب أن يقلع كل متحدث في الدين عن الفتاوى ، و يتبنى الدعوة إلى الله بالحسنى و الأسلوب المحبب و يتكلم عن الزهد و الرقائق و الآداب و المعاملات في جمع شمل المجتمع ٠٠
فالفقه له أصوله و أحكامه من خلال مؤسساته التي تجمع أهل الحل و العقد من المتخصصين فشروط الفتوى ليست بيسير ٠٠
و منذ هذه اللحظة فهمت أن ترد الأمر لأهله فليس كل خطيب فقيه
فيكفي إرشاد الناس للخير و الفضيلة هكذا ٠٠٠
* مع الحديث النبوي الشريف :
----------------------
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ ) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني) رواه مسلم .
وفي رواية أخرى للحديث عند مسلم : (من غشنا فليس منا) .
معاني المفردات
السماء : المطر
الصُبْرة : الكومة المجموعة بلا كيل ولا وزن.
نتمنى أن نكون قد صححنا بعض المفاهيم كي نسير على المنهج المستقيم ٠
مع الوعد بلقاء متجدد ان شاء الله ٠
