لم يمنعهم وباء كورونا في أن يلتحموا مع الحدث بقلوبهم الكبيرة النابضة للحياة و سرعة إنقاذ الجميع ان امكن ذلك .
فزعوا ...و هرولوا ...و انشاءوا جسرا فوق ترعة لاستخراج المصابين و ستر و لملمة الضحايا شهداء إهمال و غياب ضمير العمل المهني الذي بات هادم الملذات و مفرق جماعات البناء و التغيير و التحديث .
انهم المصرين بكل طوائفهم المختلفة فكان التلاحم و التزاحم لا يفرق بين رجل و امرأة و مسلم و قبطي كان الجميع يتهافتون علي المساعدة و علي رحمة من زج بهم القدر في لحظات فارقة بين الموت و الحياة و أن أكون انسان اساعد لا أن اكون متفرجا و انتظر الإغاثة من هنا او من هناك .
فغلبت الفطرة الإنسانية و خاصة الصعيدية الأصيلة التي دوما نحاكي بها اولادنا و تتغزل بها أمام الجميع من شهامة و مرؤءة و تلاحم الجميع .
فظهرت نماذج مضيئة من المصريين مثل من جهز وجبات للمنكوبين .. الي من جهز اماكن كاستراحات للمقهورين و المجاورين لذويهم من المصابين و الأمثلة الإيجابية الجميلة كثيرة في ارض الكنانة مصر ام الدنيا .
الي الهرولة بشهامة و فروسية المصريين للتبرع بالدم المصري الغالي من أبناءنا و شبابنا لمساعدة أي مصاب في مصابه .
الي النزول بالرافعات و بالاوناش العملاقة التابعة لوزارة البترول بتحرك سريع من معالي وزير البترول للمساعدة في رفع القطارات لكي تفسح الطريق للحياة أن تعود .
الي انتفاضة حقيقية لكل فئات المجتمع من الشعب الاصيل الي نواب الشعب أحاطوا بالحدث و بالمصابين لطمئنتهم أن هذا لايمر بلا عقاب المتسبب .
الي تواجد كل الوزراء المعنيين من نقل و صحة و تعليم جامعي و تضامن و علي رأسهم رئيس الوزراء والذي لا يتواني في أن يصارح المصريين بالموقف و يحاول المعالجة السريعة لأزمات طارئة .
الي رئيس دولة تنبأ منذ سنوات حكمه الأولي بإعطاء هذا المرفق المتهالك أهمية لتغييره من الجذور و رصد ميزانية محترمة لوقف نزيف إهمال العنصر البشري من خلال تغيير المنظومة بالكامل الي منظومة رقمية مختلفة....و أمر بصرف الحقوق العاجلة للضحايا و المصابين و تلقيهم افضل خدمة علاجية و أمر بعمل لجنة رقابية عاجلة لمعرفة المتسبب و تغليظ العقوبة عليهم .
وهنا أشفق بكل صراحة من هذا الحمل الثقيل المتهالك الذي تحمله سيادة الفريق كامل بك الوزير قيادة حقيقية من القيادات التي وضعت في وسط المعارك لأن اصلاح هذا العوار لهذا المرفق يحتاج الي الوقت المناسب لإحداث التغيير الشامل له.
دعونا من جلد و تأزم و تضيق الخناق علي من يحملون المسئولية .. بل دعوهم يصلحون و يعملون و يواجهون الصعاب و ينصرون البناء و تجاوز الأزمات و معالجة الأخطاء المتراكمة منذ نصف قرن مضي .
دعونا ندعو لشهدائنا بالرحمة و المغفرة في هذه الأيام الروحانية ...فلكل اجل كتاب و ربنا يحسن خاتمتنا جميعا لما يحبه و يرضاه ... و ندعو لمصابينا في كل أرجاء المحروسة بالشفاء و الصحة .
دعونا نتمني لنا نحن المصريين المزيد من المحبة و الترابط و التجانس فأنتم من علمتم العالم مبادئ الوحدة بكل أشكالها.
