خاص - مع الناس نيوز

تنظم دار "يسطرون" للنشر والتوزيع بالقاهرة، حفل توقيع ومناقشة لرواية "تراي شيزوفرينيا" للكاتب اليمني المثير للجدل جمال الشعري، وذلك بجناح الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ48 مساء 31 يناير الجاري.
تدور أحداث الرواية، حول شخصية واقعية تعاني من التعامل مع السلوك السلبي لمجتمع يعيش فيه البطل، الذي يقرر العزلة عن المجتمع بسبب انتقاد أفكاره المعارضة للمجتمع، وإجباره من قبل أيادي الغدر الجاهلة على ترك أهله وماله والهجرة بعيدًا، ومضاعفات ذلك.
ترصد الرواية، تحول البطل من كاتب متمكن إلى مدمن للحشيش والمخدرات، لتتطور تلك المعاناة إلى الهلوسة، وتستكمل الرواية مسارها في أسلوب درامي وشيق.
 ويعمل الشعري، الذي يتميز بأسلوبه السردي الشيق والممتع في حقل اﻹعلام، وله كتابات مثيرة للجدل ومضادة للعنف والطائفية..
ومن اجواء الرواية "ثمة وجع لا أستطيع وصفه, لك أن تدرك بعض الألم لشخصٍ أياً كانت صفته يتعرض لمثل الذي تعرضت له من عزلٍ مجتمعي ونبذٍ أسري.

أنت لم تدمن الخشخاش مثلي, لم تعصر عقاره كالقطران على أوراق التتن "النيكوتين", لم تفعل كل ذلك معي, لينتهي بك المطاف في تدخين خصالة انتاجك المحلي.

أنت لم تلقى المجتمع مثلي, بأنيابه الدموية ومخالبة الشرسة .

أنت لم تعش قدر الألم الذي عشته في إسطبلٍ أرضي لمبنى مهجور, هروباً من عقاب مجتمعي الذي يقبع خلف هضبة هوجاء من الأفكار المتطرفة.

أنت لم تترك أهلك ومالك وتهرب بعيداً لكي لا تطالك أيادي الغدر الجاهلة".

و"أنت .. أنت .. أنت والكثير ممن حولي الآن يدرك وجعي وأنا أتحول من كاتب متمكن إلى مدمن للحشيش والمخدرات.. أتذكر واقعي وأضحك, الأمر مضحك تماماً, ها أنا أتحول إلى صفيحة سوداء لا تقبل أي لون آخر, لا تقبل أي فكرٍ آخر, لا تقبل إلا السواد، أعتذر منك يا صديقي, ومن الكثير ممن كنت أنتقد صمتهم بحرقة, بحجة أنهم يؤمنون بما كنت أكتبه ولكنهم يخافون من عواقب تأييدهم لي، صديقي الافتراضي, أكتب لك آخر رسائلي بقمة وعيي, وبدون أي محفزات جانبية, لا كحول قربي اليوم ولا حشيش، سأرحل وسأترك لك فرصة القرار, فإما أن تتحول مثلي إلى مدمنٍ ينسيه اللا وعي وجع الوعي, وإما أن تبقى على جاهليتك, تتحمل الألم وتأمل بالفرح ولا تلقاه، كن بخير يا صديقي, وتجنب القراءة, القراءة أيضاً تُعيب القارئ".