الاربعاء, 03 ابرايل 2019 09:11 صباحًا 0 660 0
من العدد الورقى.. د. أحمد سليمان يكتب: أيدولوجية صناعة الفكرة بالشارع المصري بين الشائعات والحقائق (1-2)
من العدد الورقى.. د. أحمد سليمان يكتب: أيدولوجية صناعة الفكرة بالشارع المصري بين الشائعات والحقائق (1-2)

من العدد الورقى.. د. أحمد سليمان يكتب: أيدولوجية صناعة الفكرة بالشارع المصري بين الشائعات والحقائق (1-2)


يذكر الفرنسي دي تراسي في كتابه "عناصر الأيدولوجية" بأن الأيديولوجية هي علم الأفكار، أو العلم الذي يدرس مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس، والأيدلوجية بمفهومها العام حديثاً هي علم الأفكار وأصبحت تطلق الآن على علم الاجتماع السياسي تحديدا ومفهوم الإيديولوجيا مفهوم متعدد الاستخدامات والتعريفات، فمثلا يعرفه قاموس علم الاجتماع بمفهوم محايد باعتباره نسقا من المعتقدات والمفاهيم (واقعية ومعيارية) تسعى إلى تفسير ظواهر اجتماعية معقدة من خلال منطق يوجه ويبسط الاختيارات السياسية أو الاجتماعية للأفراد والجماعات وهي من منظار آخر نظام الأفكار المتداخلة كالمعتقدات و الأساطير التي تؤمن بها جماعة معينة أو مجتمع ما، وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعية، والأخلاقية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية، وتبررها في نفس الوقت.
من هنا نستطيع أن ندرك أن صناعة الأفكار في أي مجتمع من المجتمعات لا تأتي من فراغ وإنما تخرج لسبب من أجل تحقيق هدف محدد سواء كانت أفكار دينية أو سياسية أو اجتماعية, وحينما نري شرود المجتمع خلف تضارب هذه الأفكار فلا بد أن نعلم أن هناك قوي فكرية متطرفة تسعي لطمس هوية هذا المجتمع أو تدميره.
إن العالم مؤخرًا ترك حرب الحديد والنار، واتجه إلي الحروب الفكرية, فنري مثلا العديد من المدخلات الفكرية على الهوية العربية والإسلامية التي تنادي بأفكار دينية متطرفة وتخلق جماعات إرهابية باسم الدين، وتخلق مصطلحات مثل الجهاد والتكفير والتعدد والمذهبية, أو على النقيض الآخر فإننا نجد اتجاه آخر ينادي بالتحرر، والعري، ويشكك في العديد من المعتقدات الدينية والأدلة الثبوتية التي تؤكد علي وجود الثواب والعقاب أو إنكار وجود الله بالكلية .
وبعيداً عن صناعة الفكرة الدينية التي تعصف بالمجتمعات المتدينة بالعالم وخصوصا المجتمعات المسلمة فإن الشائعة السياسية تعد من أخطر الشائعات التي تدمر مؤسسات الدولة وتعصف بالغالي والنفيث بها أيضاً, وذلك لأنها تكون موجهة من فئة معينة تهدف لتدمير مقدرات الوطن وإفساده, وقد عانت مصر من العديد من الشائعات التي تحكمت في مقاليد الأمور بها على مصر العصور, فتارة كانت الشائعات من قبل الحكام والأمراء لمعرفة نوايا الشعب تجاه بعض القرارات أو تكون الشائعات من فئة معينة ضد أنظمة الحكم لتعطيل بعض الأمور أو إغارة قلوب الشعب على الحكام , وقد نري ذلك حدث أثناء دخول صلاح الدين الايوبي مصر مثلا حينما بدأ الأيوبي بالقضاء على المذهب الشيعي الفاطمي فأغلق الأزهر الشريف مائة عام حتي يفتح بعده، وقد أصبحت مصر دولة صوفيه أشعرية سنية, وأصبح مذهب الإمام أبو الحسن الأشعري هو مذهب الدولة المصرية .

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
العدد الورقى د. أحمد سليمان أيدولوجية صناعة الفكرة

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق