السبت, 16 ابرايل 2022 02:43 صباحًا 0 262 0
يوميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " /
يوميات من قريتنا الحبيبة

يوميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " /

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
================
((( أذان عمك يحيى - المسحراتية وموقعة المحسراتية - ثلج و طرشي ومهلبية عمك محمد أبو سعد ٠٠ !! )))
في البداية كل عام وحضراتكم بخير و سلام بحلول شهر رمضان المعظم ٠
نواصل يوميات رمضان من قريتنا الحبيبة أيام زمان ٠٠٠ !!٠
عندما يأتي شهر رمضان نتذكر بعض الذكريات القديمة ٠٠
* مع آذان عمك يحيى أبو غزالة :
===============
و هو يقلد بلال بن رباح يصعد فوق سطح مسجد القرية الوحيد وكان مسقوفا بالعرش و هو أعلى مكان بالقرية حيث المنازل دور واحد على سطح الأرض ٠
و نتجمع عند الجامع و دكان أبو غزالة ٠
ننتظر ان يتشاهد عمك الشيخ يحيى أبو إسماعيل حيث كان صوته نديا يألفه الجميع
ونقول له هيا أذن فيضحك مبتسما نتمكن من دخول الوقت ٠٠
و يتجول فوق سطح المسجد و يستعد كالذي يشوط ضربة جزاء و الكل مترقب له ٠
ونطلق بسرعة إلى الدار نزف لهم البشرى فلم يصدقونا :
عمك يحيى اتشاهد ٠٠
نحلف لهم بالله فيصعدون على أسقف المنازل لكي يشاهدوه ويتأكدوا ٠٠
و بفطرون أمام البيت او في الصالة وباب الدار على مصراعيه أملا في البركة ٠٠
رحم الله عمي يحيى و أيام زمان ٠
* سحور عمك ناصر
و معركة المسحرتية
=============
كان في قريتنا أربعة مسحراتية :
شيخ المسحراتية عمك ناصر مسحراتي المسقى البر القبلي و كان له طقوس خاصة تكلمنا عنها في حلقة خاصة و يجيد فن الضرب على الصفيحة و الصوت الجميل في الايقاظ و التوحيش يا ما أوحشك يا شهر الصيام يا شهر البركة و الخير في العشر الأواخر من رمضان ٠
و البر القبلي من المسقى عمك أبو السيد و كان معتزا بنفسه و رزين في تحركاته والأداء ٠٠
مسحراتي الطرقة الريس سعد أبو إبراهيم و كان بيسحر بسرعة ٠
و مسحراتي ناحيةعزبة السعيد عمك السيد الشربيني ٠٠
و كانوا جميعا علامات مميزة في شهر رمضان
مثل الشيخ محمد رفعت و النقشبندي ٠
* معركة المسحراتية :
وقعت معركة بالليل بين عمي ناصر و عمي أبو السيد عند بيت عمي الشيخ جعفر شيخ البلد حيث بيته يقع في زمام أبو السيد و عمي ناصر كان خفيرا نقطة شرطة ناصر و يقول أن الأولى بتسحير شيخ البلد أنا تبعه ٠
فتجمع الناس على الحدث ٠٠
و قال عمك ناصر لا تخبط في المتخبط ٠٠!٠
فوقف شيخ البلد حائرا بينهما كل واحد حجته لها وجاهتها ٠
فما كان من عمتي الحاجة غالية زوجة عمي الشيخ جعفر شيخ البلد قدمت حلا مرضيا ونال إعجاب الجميع
فقالت خبطوا انتوا الاثنين و أنا أعطيكم من خير الله ٠٠
حيث كانت تعمل برام أرز معمر صغير لكل واحد و تعطيه قنابير كماج بالسمن البلدي و اللبن و الدقيق الأبيض الفاخر الأسترالي ٠
و يوم العيد تعطيهم فلوس عديتهم وهكذا حلت المشكلة ٠
مع العلم كانت قريتنا تخبز مرتين مرة قبل الفطار و مرة قبل السحور مخبوزات ساخنة تشم رائحة القرية سمن بلدي قادح و دخان الفرن البلدي في كل دار يعلو ٠٠
* ثلج و طرشي و مهلبية عمك محمد أبو سعد عزالة ٠
===============
كان عمك الحاج محمد أبو سعد علامة مميزة من علامات رمضان حيث كان طباخا و لا يوجد أفراح في رمضان ٠
فكان يقوم بعمل زينة أمام دكانه بالمنزل أمام المسجد العتيق بالقرية عند القنطرة المقامة على المسقى ، والتي كانت تربط البرين القبلي و البحري في منتصف القرية بعيدا عن محطة قطار الدلتا ٠
و كان يأتي ببضعة ألواح من ( الثلج ) من مصنع بلطيم البرلس في كافوري - أتوبيس- الساعة الثالثة عصرا و يحملهم على حمار ملفوفين وسط قش أرز و شوال خيش حتى لا يسيح ٠٠
ثم ننتظره و الريس أحمد أبو سيد أحمد فيقومان بتكسير الثلج قطع حسب الطلب بتعريفة و بصاغ و ٣ أبيض و نص فرنك و ٥ أبيض ٠٠
و يعطي كل واحد قطعته ملفوفة في لفافة قش أرز ، و يقول لنا :
( أجري بسرعة روح الدار قبل أن تسيح ميه ) و البيت يفرح بها أحسن من كيلو لحمة ٠
و يضعوها في إناء أو قلة و على العصير ٠٠
آه للذي لم يلحق شراء الثلج أو لم يشرب منه كأنه فاته الخير كله ٠
= طرشي عمك أبو غزالة:
كان له طعم ومذاق يصنعه في البيت و يقطعه بسكين مشنشر و يضيف له لونا أحمرا ( لعله ) لون صناعي و مياه الحادق أو المخلل نتسابق في شرابها كأنها شوربة لحمة ٠
فكل دار تبادر بشراء الثلج والحادق شيء أساسي في الفطار ذات نكهة ونفس أبو غزالة تعودنا عليه ٠
= و بعد الإفطار مباشرة نتسابق لشراء كوب مثلج عصير تمر هندي أو سوبيا ٠٠
و نفسنا نشرب من التمر و السوبيا لكن الظروف لا تسمح ٠٠
فكان عمك أبو غزالة يشعر بنا و يخلط الكوب نصف تمر هندي و الآخر سوبيا و يقول لنا كلمته المشهورة ( بقيت سكلانس ) نفرح بهذا الكوب المتنوع ٠
= و يعمل طبق صغير مهلبية ملون ٠
فكنا نتقاسم كل هذه الأنواع مع بعض نظام مقايضة نعطي قطعة مهلبية و نشرب تمر هندي حتى نتذوق كل شيء مع بعض كل ليلة في حب ٠٠
وأهلنا الكبار كانوا يشتروا لنا و يدفعوا الفلوس بعض الوقت فنفرح بهذا جدا و نسمع كلامهم في النهار حتى يغدقون علينا بعد الفطار ٠
ذكريات جميلة و بسيطة رحم الله الجميع و أيام زمان ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
يوميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " /

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق