كفر الشيخ - رانيا بدير

إن انتشار الدجل والشعوذة ، ظاهرة خطيرة فى الوقت الحالى فقد ظهرت فى الأونة الأخيرة العديد من الأسحار والتعاويذ والطلاسم، التي وجدت وسط المقابر، بغرض إيقاع الأذى بالآخرين، وبعضهم وجدها داخل الأكفان، وداخل أجزاء من جسد الميت كالفم وبعضها فى فم الحيوانات، وغلقها بالصمغ .

بالرغم من أن هذه الظاهرة ترجع لتخلف ورجعية وجهل القائمين عليها، إلا أن الأمر يطرح تساؤلا: لماذا يلجأ الدجالون لدفن أعمال السحر بالمقابر دون تقدير لحرمة المكان، واحترام قدسية الموتى؟!، وجمعيها أعمال تتعلق بطلب المرض أو الموت أو الفقر لشخص، أو الضيق وعدم الإنجاب والتفرقة بين الأزواج، أو بتعطيل الدراسة والتفوق، أو بالعقم للزوجين، وبعضها لطلب المحبة والزواج من شخص، أو فقد الأبناء...؟؟ وذلك لأن "سحر المقابر" من أخطر أنواع السحر لأن الجن تتم السيطرة عليه بقوة من قبل الساحر إذا دفن في قبر.! ولأن الجن لا يحب المقابر لكونها تتمنى الخلود، فعندما يجعل السحر في قبر، فإن الجان يفعل ما يأمره به الساحر خوفا من الموت فيبدأ الجن في التلبس بالمسحور أو التسلط عليه جزئيا، فتظهر أعراض مثل الكآبة والعزلة والغضب من أتفه الأمور، والتعب بدون أن يرهق أو يتعب أو ما طلبه الساحر بالسحر أو العمل .

مع تجريم وتحريم الشريعة الإسلامية لتلك الأفعال الشنيعة التى تعدت حدود الإنسانية والرحمة، حيث روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنْ النَّبِى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ” قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟"، قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ التي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافلاتِ".

وبالإضافة إلى جريمة السحر، فإن انتهاك حرمة الموتى من خلال نبش القبور التي نهى عنها الإسلام قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحى".

فكان فى إحدى قرى محافظة كفر الشيخ قريتى (الحمراوى وأبو طبل)، وبنبش بعض المقابر الفارغة، وجدوا أكثر من 7 أعمال سحر، وأعمال ملفوفة بأكياس سوداء، وبالصور وبالكلمات... فأى من القلوب هؤلاء، وكيف يشعرون؟.

يذكر أن مدينة دسوق تم عمل حملة على المقابر بها وأخرجوا منها العديد أيضا .

فلابد من إطلاق حملة فى كل محافظة، بكل قرى المحافظات لتنظيف المقابر من تلك الأعمال الشنيعة التى خالفت الشرع والعرف والانسانية والرحمة .