كتب: محمد عطية

في إطار تطورات الصراع بين روسيا والغرب المتمثل في أمريكا وحلف الناتو على خلفية الأزمة الاوكرانية

قال عبدالنبي موسى الأمين العام لحزب إرادة جيل بمحافظة كفرالشيخ وعضو الهيئة العليا للحزب أن الغزو الروسي لأوكرانيا يأتي بانعكاساته السلبية علي مستقبل الاقتصاد العالمي لا سيما بعد حزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول حلف الناتو على الاقتصاد الروسي في خطوة للضغط على روسيا للتوقف عن عملياتها العسكرية داخل اوكرانيا 

وذكر موسى أن حجم تلك التداعيات للأزمة الأوكرانية على دول شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط سوف يظل مرهون ومرتبط بدرجة وثيقة بنوعية السيناريو التي سوف تنتهي به العمليات العسكرية للجيش الروسي في الأراضي الاوكرانية 

فهناك اكثر من سيناريو من الممكن أن تنتهي به هذه الأزمة منها سيناريو الحرب الواسعة والممتدة لفترة زمنية طويلة أو سيناريو الحرب المحدودة لتلك العمليات العسكرية داخل أوكرانيا أم أن الأيام القادمة سوف تأتي بانفراجة من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات واتباع المسار السياسي التفاوضي من أجل الوصول إلى تفاهمات وقواسم مشتركة بين موسكو وكييف من شأنها أن تؤدي إلى سيناريو التسوية المؤقتة أو البعيدة المدى بين البلدين

وعن تداعيات الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها السلبية علي الأمن الغذائي لدول الشمال الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل ضعف الإنتاج المحلي لتلك الدول من المواد الغذائية الأساسية وعلى راسها القمح والزيوت 

اضاف عبدالنبي موسى أن الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته أكد بما لا يدع مجالا للشك علي أهمية أوكرانيا وتأثيرها في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي الذي بات مهددا وبدرجة كبيرة بالتزامن أيضا مع قرار روسيا بمنع تصديرها للمنتجات الغذائية الأساسية وعلى رأسها القمح والزيوت 

حيث أن روسيا واوكرانيا سويا يمثلان رقما مهما ولاعبا اساسيا ومؤثرا للغاية في معادلة الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي 

وبالنظر الي الشمال الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط نجد أن مصر بما أنها تحتل المرتبة الأولى عالميا في استيراد القمح فهي تستورد نحو 50 ٪ من احتياجاتها من القمح من روسيا ونحو 30 ٪ من اوكرانيا اي حوالي 80 % من احتياجاتها للقمح تأتي من روسيا واوكرانيا 

كما أن أوكرانيا تعد المصدر الرئيسي في تصدير القمح الي لبنان حيث يستورد لبنان نحو 50 ٪ من احتياجاته للقمح من اوكرانيا إضافة إلى أن ليبيا واليمن والمغرب ليسوا بمعزل عن تداعيات الأزمة الأوكرانية حيث تستورد ليبيا نحو 43% من احتياجاتها للقمح من أوكرانيا واليمن نحو 22% في حين تستورد المغرب نحو 26 % من احتياجاتها للقمح من أوكرانيا

وأكد موسى عضو الهيئة العليا لارادة جيل أن الأزمة الاوكرانية وتداعياتها قد أتت بانعكاساتها السلبية علي العديد من دول العالم وفي القلب منها دول الشمال الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط ووضعت تلك الدول امام تحديات جسيمة وخيارات صعبة للغاية فإما أن تلجأ حكوماتها الي ضخ المذيد من الاعتمادات المالية الضخمة للميزانية تقدر بالمليارات من الدولارات للحفاظ على دعم السلع الغذائية الأساسية التي لا يستطيع المواطن الاستغناء عنها أو العيش بدونها وذلك نتيجة لارتفاع اسعار تلك السلع في ظل التوترات والتطورات السريعة والمتلاحقة وارتباك المشهد في الأزمة الأوكرانية 

أو أن تنتهج حكومات تلك الدول سياسات رفع الدعم عن هذه المواد تدريجيا 

كما أكد الأمين العام لحزب إرادة جيل بكفر الشيخ أن ما تحققه موسكو على الأرض من خلال عملياتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية وما يريده الرئيس الروسي وخاصة بعد أن اعطي البرلمان الروسي الضوء الأخضر لبوتن في القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود اذا تطلب الأمر لمذيد من التصعيد وعدم قيام المجتمع الدولي على مدار الأزمة بأي خطوات استباقية وانحصار دوره في رد الفعل على العمليات العسكرية لروسيا داخل

اوكرانيا هو ما يحدد شكل وطبيعة السيناريو النهائي للحل والخروج من الأزمة