قطارات دير مواس
عبدالرزاق مكادى يكتب ..
في موسوعته التاريخية الثمينة التى يرصد فيها ويتتبع تاريخ الحركة الوطنيه فى مصر، وعند توقفه عند أحداث ثورة 1919 اعتبر شيخ المؤرخين عبدالرحمن الرافعي ان اهم احداث ثوره 1919 في مصر كلها ما شهدته مدينة ديرمواس التى كانت تابعة لمحافظة اسيوط انذاك ، قبل انضمامها فى منتصف الأربعينات إلى محافظة المنيا ، حيث تم ايقاف القطار القادم من اسيوط وقتل الثوار كل من كان به من الضباط والانجليز، ليسقط هذا الحادث الملحمى الوطنى "هيبه الاحتلال والامبراطورية البريطانية " ،وتشجع المصريون شمالا وجنوبا علي مقاومه الاحتلال وقتل جنوده وضباطه....
وهكذا اصبحت محطة قطار ديرمواس واحدة من ابرز واشهر ايقونات ورموز الثورة..
غير أن الطريف العجيب ان محطه قطار دير مواس، و رغم تاريخها الوطنى تعانى من" النسيان والاهمال" وتلقى "جزاء سنمار " من مسؤولى هيئة سكك حديد مصر..!! وهو أمر يدعو للدهشة.. والا فما هو معنى حرمان المدينة الباسلة وقراها من اى قطار متجه إلى الإسكندرية أو بورسعيد... !!
فضلا عن استبعادها و تخطيها من القطارت السريعة والمتميزة و ال" vip " المتجهه شمالا للقاهره والمتجهه جنوبا نحو اسيوط
.باستثناء ثلاثة قطارات بفارق زمنى 5 ساعات بينها ..!! واخيرا يتجرع الطلاب والموظفون الذين يسافرون يوميا للدراسه او العمل وغيرها مرارة رحلاتهم اليومية وهم يبحثون عن وسيلة انتقال لنقلهم إلى المراكز المجاورة ، وزاد الطين بلة كما يقولون استبدال قطار كان ينقل الركاب حتى المنيا بخمسة جنيهات بآخر قيمة تذكرته 30 جنيها ذهابا وايابا ..!! وهو مبلغ فوق طاقة طلاب جامعة المنيا والموظفين "مهدودى الدخل" ، وتعجز عن تحمله ميزانيات الأسرة يوميا ، خاصة تلك التى لديها أكثر من طالب يدرسون بجامعة المنيا..
ثمة مناشدات كثيرة واستغاثات طويلة وجهها أهالينا بدير مواس خلال الشهور الاخيرة إلى رئاسة الوزراء وهيئة السكة الحديد، لإعادة النظر في تشغيل القطارات ونظرية تسارعها " التى تنظم و تحكم توقفها بالمدن والمراكز ..ولكن لا مجيب .. !!
وباعتبارى احد ابناء ديرمواس اضم صوتى
الى هؤلاء ، مناشدا الوزير الشجاع النشيط كامل الوزير الذى أحدث نقلة نوعية فى منظومة مواصلات مصر، أن يتخذ ما يراه لتخفيف معاناتهم اليومية..،وعاتبا كل
العتب على" أولئك" الذين أعطاهم شعب ديرمواس" شرف الثقة " فى تمثيلهم بمجلسى النواب والشيوخ، وعجزوا أو إداروا ظهورهم ، لوضع حد لتلك" العذابات" التى يقاسيها أبناء ناخبيهم ، رغم امتلاكهم آليات ومقومات التأثير وانتزاع الحول.. !!
ياسادة.. المراكز والمدن الصغيرة تكبر و تنمو وتتطور ، خاصة فى ظل طفرة " التنمية الاجتماعية والاقتصادية" التى يشهدها صعيد مصر خلال " العشرية" الأخيرة ، ودير مواس اليوم لم تعد دير مواس الأمس..ومن حق مواطنيها وسكانها التمتع بخدمات المراكز الكبيرة ، وفى مقدمتها وسيلة مواصلات وتنقل" لائقة " تتفق وبرنامج (حياة كريمة) الذى توليه الدولة اهتمامها وتنفق عليه عشرات المليارات...
عار علينا أن نترك أولادنا وطلابنا وطالباتنا و موظفينا "يتوسلون ويتسولون" رضا سائقى "إمبراطورية الميكروباص" لتوصيل هم إلى جامعاتهم ومقار عملهم...لأنهم لم يجدوا قطارا مناسبا يقلهم...!!
توفير وسائل التنقل الآمنة بأسعار فى متناول الشعب يقع ضمن منظومة حقوق الإنسان